الاثنين، 9 نوفمبر 2020

 وحدي

أبكي الآن وحدي، في زاوية من هذا العالم، تخصني وحدي، أبكي دمعات خفيّة بقدر ما هي مدوّية، أبكيها وحدي، فقدسيّة البكاء تكمن في البكاء وحيدًا..بعيدًا.. عن كل شيء. أبكي من صميم القلب، من قعر الروح، من جوفي، جوف طير هزيل، يرتعش حتى يتعافا جناحاه.

 

أكتب الآن وحدي، أكتب الآن لأنني أنصت إلى لوحة المفاتيح فأعرف أنني أحمل في دواخلي كلمات لا أٌقوى على نطقها، لكي تُنطق بالكتابة، وأكتب الآن عن أشياء لا أعرفها، لكي تُعرَف بالكتابة، وأكتب الآن عن مشاعر لا أريد أن أحبسها، فتُطلَق بالكتابة. هي الأضداد، نؤمن بأن وجود أحدها لا يتم إلا بالآخر، لذا برغم أحبتي، أكتب الآن وحدي، وأكتب ضدّي.

 

أبتسم الآن وحدي، لأنني أعلم بأنني لست وحدي، أحب هذه الفكرة كثيرًا، أحب أنني أعيش معه في سرّي وفي علني، في ضعفي، وفي قوّتي، وأحب أنني أجد معه مكانًا خاص جدًّا وإن كنت وسط زحام هائل، وأصوات كثيرة، و ملهيات أكثر، أحب فكرة أنني أنظر إلى وجوده بوضوح، وينظر إليّ بوضوح، أحب أن أبتسم وحدي ابتسامة تذكّرني بوجوده .. فآنس.