الاثنين، 2 ديسمبر 2019


  الخفقة الأولى


يخفق القلب، يرفرف، يشدو، يستقر، يأخذ نَفَساً عميقاً، يبتسم، ثم يأوي إلى عقله.

السبت، 6 يوليو 2019


  تمتمات ومعجزات


وأعلم أن بعضهم لا يتيقن من صلاتي لك، وبأنها أقوى من كل تلك الأسلحة، وبأنها الدعائم الأولى لكل تلك المواجهات الصعبة والمعضلات الفجائية، تلك الصلاة سلاحي، وتلك التمتمات رجائي، لا أعلم كيف ستدبر الأمر وكيف سيتجعلني بخير أو كيف سيتجعل الذين أحبهم بخير، حين ينفد كل ما بيدي من حيل، فألجأ إليك بصادق الأمل، متوكّلة لا متواكلة، مؤمنة بك من كل وجداني لا متمنّيةً عليك الأماني، لكنني أعلم بأنني متيقنة من أنك سوف تدبر الأمر بطريقة تجعلني أنبهر، ككل مرة تدهشني بها، وتجعلني أشكرك عليها، ككل مرة ترعى فيها حاجتي، وتخمد فيها مخاوفي، وتجعلني أنام مطمئنة ، راضية بالأمس، قانعة باليوم، وشغوفة بالغد، تلك الصلاة التي أطلبك فيها أن تدبر كل شيء بأي طريقة، هي سبب ثباتي، ورضاي، وقناعتي، وشغفي باستكمال العيش في هذه الدنيا.



السبت، 22 يونيو 2019


  اعتراف


لست بحاجة شيء بقدر حاجتي إليك، أن أستند على قوتك، أن أشرب من نورك، أن أبكي حتى ينتهي الحزن، حتى يجف الدمع، وحتى أنسى أنني جئتك باكية من فرط الضحك، لست بحاجة شيء سوى أن أمتلئ بعطائك، أو ألا أحتاجك البتة، فإنني أخشى الوقوف في المنتصف، بين الدمعة وذرفها، بين الضحكة وحبسها، بين الكلمة وكبتها، بين بوح الشعور وتصنع البلادة، أخشى ارتداء الأقنعة التي تخنق صدق داخلي، فأكون كسمكة تشرع لها المحيطات لكنها تمتهن المكوث في السطح وتكتفي بارتشاف الزبد.



الأحد، 28 أبريل 2019


  هذا القلب للعابرين


هذا القلب للعابرين، لمن يتحدثون إليه حتى يتشافون ثم يرحلون بعيداً. هذا القلب كالنسيم البارد الذي ينفث الأمل اللطيف في ألمهم المشتعل ليحيله إلى السكينة، بعد أن كانوا يعيشون جحيماً لا يطاق، أو يقبعون في النفاق، ثم يتركونه ليلملم أشلاءهم القديمة. هذا القلب لكلماتهم، لثرثراتهم، لأسرارهم، لأتراحهم، أو حتى لأفراحهم، لكن لم يكن يوماً لهم. لربما كان هذا القلب يوماً وسيلة لرغباتهم أو مُسبّباً، لكنه لم يكن غاية أو سبباً. يعتريه العزم المتردد بأن يقفل جدرانه على ذاته إلى الأبد، والادعاء بأنّه يمارس طبيعته الإنسانية، وهو في حقيقة الأمر، يرتدي ثوباً لا يليق ببساطته، ومحبته لهم، وللإنصات إليهم، دون ملل، لا لشيء، سوى أنه يجد في ذواتهم ذاته، لكنه يكتشف مؤخراً وبالرغم من ظنونه التي يكذبها، أنهم لا يرون ذلك القلب سبيلاً يجدر بهم إكماله، هم فقط يمتهنون العبور من خلاله.