الاثنين، 13 نوفمبر 2023

 


أختبئ هنا والآن لأحكي عنك، أو لأحكي لك، أنا أحاول الهروب من الحزن أو ألم الفقد، لكن هذه المرة لا أدري مالذي يجري بي، هذا يومي الثالث بعد معرفتي بموتك وكلما عبرت صورة لك أو صوت لك أو حتى ذكرى طفيفة أبكي سريعًا، اليوم كانت دموعي ستفضحني وأنا وسط زميلاتي في العمل بعد صلاة الظهر، لا أعلم مصدر هذا العمق وسبب الوجع، أكلّه أنت؟

دكتور وسام الحنيطي، علمت بموتك ظهيرة يوم الجمعة من رسالة في الواتس اب وقرأت اسمك كأعجميّة تحاول تهجئة الحروف واستيعاب معناها، وحين تهجيتها ببطء من هول الصدمة وجدت تهجئتها صحيحة فهي تشير لاسمك ولكن ذلك الاسم لم يستوعبه عقلي، أهو أنتـ أحقًّا أنت؟ كيف تموت؟ أو كيف مت، وكيف رحلت؟ كيف وكيف، هذا ما اجتاح عقلي وما زال، عدم تصديق... وحزن عميق....

كنت أردد ذكر الله وأسترجع وأرضّي نفسي بالقدَر، لكن الشعور كان أكبر، لذا لم أجد مفر سوى البوح به وعدم إنكاره أو المراوغة في إخفائه أو تحجيمه، وليس ذلك مدعاة لاجترار الحزن ولا فرارًا منه، بل عيشه كما هو، كما يلتاع في نفسي الآن ويذرفه القلم...

بكيت يوم الجمعة كثيرًا، بكيت لدرجة أنني سمعت صوت بكائي، كتبت على الورق لأتخفف فابتلت الورق، أجهل سبب الحزن العظيم هذا والله، ولماذا لا يتوقف...

أنت طيب جدًّا، عملت معك لمدة سنتين، احتويتني خلالها بالإرشاد والتوجيه والمساعدة والتفهم والعطاء المتواصل والصبر والتعليم، ولستُ أنا فقط بل كل طاقم العمل من زميلات وزملاء، سعتك كانت تغمرنا، عطاؤك لا متناهي، وحرصك مهما كان يربكنا إلا أنه يذهلنا، المتابعة لكل صغيرة وكبيرة أول بأول كانت أولى أولياتك كمشرف وكإنسان يعي معنى الأمانة، كنت أرسل استفساراتي بعد منتصف الليل بفعل ما يشكل عليّ من مهام فترد كسرعة البرق، أنت متواجد دائمًا فكيف لي أن أستوعب بأنك لم تعد موجودًا أبدًا؟

لا نسير في إتمام مهمة إلا بتأييدك واعتمادك وتشجيعك، لا نتم أمر إلا بعد توجيهك، ولا نتعلم مهمة جديدة إلا بتوضيحك وتسجيلك لكثير من المقاطع المصورة خطوة بخطوة بصوتك الجهوري المتانّي لنفهم ونستوعب ونطبق، أنت المتكلّم والمعلّم والملهم، القائد الإنساني والحازم الحاني، شخصية يندر أن تجتمع فيها تلك الصفات السخيّة وبروح نقيّة....

حين انتهت فترة العمل، كنت أرغب بشكرك، ليس شكر عابر برسالة طائرة وسطور مختصرة، بل شكر حاضر في مكالمة أسمِعُك فيها امتناني وعرفاني، لكنني كنت خجلة من الاتصال ومترددة خاصة مع حلول فترة الإجازة وانتشار الجميع لحيواتهم والتزاماتهم الشخصية، فأجلت المكالمة لحين عودة فترة العمل، أعلم بأنني لن أعود للعمل فقد أتممت عقد عملي، ولكنني فضلت الاتصال في فترة كهذه كونها أدعى للتواصل في مثل شان كهذا....ولكي لا يغيب عني ذلك علّقت اسمك في قائمة التذكيرات لهاتفي كتذكير لإجراء تلك المكالمة حتى يحين موعدها..فكلما قلت في نفسي لا داعي، تضاعف الإصرار وصوت داخلي يرد بأنه من الضروري ان تتصلي،حادثيه واشكريه وودعيه...  

وفعلًا، في نهار أحد أيام العمل، اتصلت بك، فأجبتَ عليّ، وحينها توقعتَ مني بأن سبب اتصالي هو الاستفسار عن إمكانية تجديد عقود العمل أو توضيح الفرص المهنية القادمة، عندها نفيتُ لك ذلك وقلتُ لك بأن سبب اتصالي هو شكرك فقط لا أكثر، وبأنك لم تقصر معنا بشيء طيلة السنتين وبأنني تشرفت بمعرفتك، فشكرتني على ذلك باختصار شديد، لفتني هدوئك واختصارك للحديث، لكنني كنت راضية عن مبادرتي عمومًا بمحادثتك وبأن دافعي الوحيد منها هو أنني لا أحب إنهاء تجاربي ببرود والمضي قدمًا دون الالتفات لمن كانوا سبب في تقدمي أصلًا بعد الله لأحييهم أطيب تحية وأصدقهم الشعور والاعتراف بالفضل والامتنان لما كانوا عليه وكم كانوا رائعين ولطيفين وملهمين...

مضت الأيام بي، ورزقني الله بفرصة عمل أخرى، وبعد شهر أو أكثر، وصلني اتصال فائت باسم جهة العمل التي كنتُ أعمل بها معك (كونهم كانوا ينوون التوظيف من جديد) أعدتُ الاتصال وإذا بصوتك يجيء إليّ متعجبًا وبقولك أنك لم تتصل بي، وهنا فعلًا تساءلت كيف لرقم الجهة العام المسؤول عن التوظيف أن يحولني لرقمك الخاص؟! إلى هذه اللحظة لا أعلم كيف حدث هذا الاتصال الخاطئ، والذي أدركت بأنه كان اتصال صائب لأنه منحني فرصة أخيرة للسلام عليك قبل وفاتك التي ستحين بعدها بفترة قصيرة جدًّا، وبالرغم من أنني لم أكن أعلم بمرضك إلا إنني لحظت في هذا الاتصال صوتًا منهكًا ومرهق وغير مكترث.... وللتو أسترجعه الآن وأعرف سببه، فقد كنتُ آنذاك متعجبة، فمن عادتك أن تحادث الأشخاص بحماسة وصوت جهوري ونفس حاضرة ومحتفية....

بعد خبر وفاتك، الجميع يقولون بأنك كنت رجل طيب، أما أنا فكنت سعيدة بأنني قلت لك كم أنت طيب وحادثتك بنفسي، فثمة فرق بين من يقولها وهو يعيها، ومن يقولها وهو ينعيها..

أنت حقًّا طيب جدًّا، وما جرح قلبي هو أن الحياة بحاجة لشخص مثلك، وبأنك لا زلت شابًّا معطاءً وشهمًا وصادق ولا أزكيك على الله، وبأنك كنت مريض ونحن لا نعلم، وبأنك رحلت على حين غرة، فبكينا أكثر وأغزر، أكثر من لو أننا كنا نعلم عن وضعك الصحي..

اللهم اغفر لعبدك وسام الحنيطي وأنزل عليه شآبيب الرحمات، وابسط له النعيم المقيم وأبدله دارًا خيرًا من داره، وأهلًا خيرًا من أهله واجزه عنا خير الجزاء، يا رب وأنت أهل للرجاء، اللهم والطف بأحبابه وأصحابه وطلابه، ولا تفتنا بعده، واجبرنا جميعًا جبرًا أنت وليّه، واجمعنا به وبأحبابنا الغالين في مستقر رحمتك وفردوس جنتك، بعد طول عمر وحسن عمل.. يا من وسعت رحمته كل شيء وهو رب كل شيء... والحمد لله رب العالمين..

وداعًا معلمي القدير وزميلي الغالي، وداعًا دكتور وسام، وستبقى في ذاكرتي ما حييت، فمعرفتك جوهر وصحبتك وسام...


الأربعاء، 4 مايو 2022

 30 رمضان –

الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات، إلى لقيا في قادم الأيّام يا رمضان، يا شهرًا من نور، يا شهرًا تُمهّد لنا فيه الوِحدة الدّينيّة، فتعيش الأرض جمعاء شعورًا متحدًّا مع السماء، يا شهرًا تعلّمني في كل زيارة بأنّنا إن اجتهدنا في قطع تعلّقنا بشهواتنا وشبهاتنا، سوف تصفو لنا قلوبنا، فنوهَب حينها البصيرة، لكن كل هذا يغدو أشق بعد أن ترحل، وتفك أصفاد الغفلة، وننتشر في حياة مزدحمة، أيّامها لا تشبه ساعة من ساعاتك، إلى اللقيا بحول الله، يا شهري الحبيب.

 29 رمضان –

خبر اكتمال الشهر وبأن ثمّة فرصة إضافيّة ليوم رمضاني أسعدتني جدًّا، وهرولت لاحتضان أمّي.

 28 رمضان –

اليوم صلّيت في الساحات المفتوحة للمسجد، النسيم لا يوصف في برودته وصفائه وخفته، ما أود قوله هو أنني بعد الصلاة، لفتتني امرأة كبيرة في السن تسلّم على ولد صغير ذو عشر سنوات تقريبًا، وهو يصرّ عليها بشهامة: والله لأحب راسك والله لأحبه. شخصيّة الطفل أو الرجل الصغير أوحت لي بنضجه، فاحتواء كبار السن قيمة عميقة ترادفها قيم أخرى أكثر عمق بكل تأكيد، وفعلًا، التفتّ إلى الطفل وإذا به يتحدث لأخته التي تصغره سنًّا ليحكي لها عن العدو الصهيوني، وهنا انتابني العجَب والإعجاب، وبدأت أستمع إليه وهو يمتدح شجاعة الأسرى الهاربين من السجن بملعقة عبر نفق الحرّيّة يأسلوب مؤثر. انسكب ماء بارد في قلبي كبرودة الأجواء ليلتها، فرؤية فرد من جيل جديد طغت عليه السطحيّة واختلال القيم بهذا النمط من التفكير يبهج قلبي، ويزيد يقيني بأمنياتي.

الجمعة، 29 أبريل 2022

 27 رمضان –

تغيير المظهر له أثر كبير على النفس، ولأننا نقترب من العيد السعيد، فقد غيّرت الليلة نمط ولون شعري، أحسست بأنني نسخة جديدة منّي.

 26 رمضان –

في ليلية مميزة كليلة السابع والعشرين كنا نخطط للذهاب لأحد المساجد لحضور دعاء الختم، وحين وصلنا إلى المسجد وجدناه مكتظ بالناس والمصلين في الخارج والسيارات تتزاحم لإيجاد موضع للوقوف، حين شاهد أبي المنظر عدَل عن الصلاة في المسجد، ونأى بنا إلى مسجد هادئ في آخر الشارع وهو يحدثنا عن جوهر قبول العمَل لدى الله وأنه لا يشترط كل هذا التجمهر والتعسير والازدحام، فحضور القلب يكون في أي مكان. ورغم أننا وددنا حضور الدعاء مع ذلك الجمع الغفير، إلا أنّ قلبي انشرح لكلام والدي، ووجدت معناه ولذته في هذا المسجد الهادئ والصف الأوحد وتواضع عدد المصلين ودعاء الشيخ المبارك الشجيّ، كانَ شعور أشبه بالاتساع، والإيمان بأن الله يسمع ويرى، كلّ قلب.

 25 رمضان –

بعد خروجنا من صلاة القيام، ودون سابق إلهام، وجدنا الشوارع مبلّلة بالمطر، وأثناء سيري نحو السيارة، كان المطر يهطل عليّ وأشعر به فوق رأسي، لوهلة تأملت الأرصفة والماء، والمصلين، والمسجد، كل شيء يغتسل بالطهر الإلهي، المكان، و الزمان، والإنسان.

 24 رمضان –

في جلسة غير مخطط لها، انسابت الأحاديث بيني وبين أخواتي لما يقارب الثلاث ساعات عن مواضيع متسلسلة واستطرادات متفرقة، عن التاريخ والحياة والمبادئ وغيرها، هذا النمط من الأحاديث الغير مفتعلة والعميقة هي نتاج حديث القلب، فكل أطروحة ووجهة نظر تنبع مما يخالجك وما تؤمن به حقًّا، خاصّة إن كانت تلك الأحاديث مع أشخاص مقربين منك، تلك الأحاديث حقيقيّة، وأولي لها الكثير من الاهتمام والحب.

 23رمضان –

أحب الغفوة على سجادة الصلاة المكتنزة، غفوت اليوم على سجادتي في جوّ معتم عدا من إضافة صغيرة، هذه الغفوة تريحني، وتحملني على ظهر غيمة، وتهدهدني على همس تسبيح، وحضن ملائكي.

الأحد، 24 أبريل 2022

 22 رمضان –

الأصل في هذه الدنيا أن نستعمل كل ما فيها للعبور، نحو وجهتنا التعبّديّة الثابتة، وأن نرى كل ما نحن مغمورون به فيها إحسان إلهي يتطلّب الإحسان التعبّدي، فالمكوث وطول الأمل فيها، يُغفلنا عن استيعاب هذه الحقيقة ووضوحها وتجلّيها، يقول الله تبارك وتعالى: "وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ ۖ وَلَا تَنسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا ۖ وَأَحْسِن كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ ۖ وَلَا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الْأَرْضِ ۖ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ" (77) القصص.

 21 رمضان –

الصلاة خلف إمام حسَن الصوت، يجيد سكب الآيات في قلوبنا، ويحلّق بنا بمقامات متناسبة ومنسابة مع مواضع الرحمات والعذاب، نعمة إلهيّة جليلة، كونها تخرجنا من هذه الصلاة بروح جديدة، ناصعة، قد تغذّت بسكينة كلام الله، وغدت أقوى مما كانت قبل تلك الصلاة بمراحل.

 20 رمضان –

وأخيرًا ألج اليوم أولى ليالي العشر الأواخر والنور، بعد الفِكاك من شواغلي، الحمد لله على البلاغ، أشعر بالراحة والتعب في آن، فالشواغل كانت منهكة، لكن الروح الآن تستريح، قلبي يحتضن أولى الليالي بحب وحنين ورغبة حقيقيّة في عزلة الأرض، وجَمع السماء.

 19 رمضان –

يوم مزدحم ومليء بالشواغل، هذا الركض لا يشبه هدوء رمضان البتّة.

 18 رمضان –

اليوم يصادف ذكرى ولادة هديل الحضيف رحمها الله، تذكّرت التاريخ فجأة فجر اليوم وأنا أجلس لوحدي في الغرفة، تذكرته هكذا، ربما لأن هديل عصيّة على النسيان، ربما لأن لها ارتباط في الوجدان، ربما لأن هناك حنين وحب لها لكنه من نوع آخر، حب يبدأ بعد النهايات، اللهم ارحم هديل، واجعل مرقدها نور على نور.

الثلاثاء، 19 أبريل 2022

 17 رمضان –

أتحسس صفاء هذه الليالي وغمرها لنفسي ولمن حولي، أظنّ لتغيير نمط الحياة واعتزال الكثير من معيقات صفاء القلب والنفس أثر وفضل كبير بعد فضل الله، ما أخشاه هو تبدد ذلك الصفاء بعد انقضاء هذا الشهر، والعودة لمشغلات القلب والنفس بمختلف مداخلها، يا ليت لنا من الإقبال على الصفاء ورقّة النفس والأنس بالطاعة أوفر الحظ والنصيب، بما يمتد طيلة الأيّام والأعمار، ولا يُحد بزمان أو مكان.

الاثنين، 18 أبريل 2022

 16 رمضان –

وحدكَ يارب من تعلم كوامن أسراري، ومفاتيح صلاحي، وينابيع طهري، فاكشف لسرّي بصيرته، وافتح لي مغلقات الهداية، واسقني من الطهر حتى أنير.

 15 رمضان –

حين أعود لمتابعة أخبار القدس بنهم وبشكل مستمر تعود إليّ يقظتي تجاه قضيّتي العقَديّة هذه، وأتذكر كم كنت غافلة بحجّة أنني لا أحتمل متابعة الأخبار العنيفة والمؤذية لي دينيًّا وإنسانيًّا. لكنني اليوم بالتحديد لم أجد بداخلي هذا الصدود والتوخّي، وبت أفتح كل مقطع عنيف للجيش المحتل الغاصب مع الفلسطينيّين وأشعر بالنشوة تجاه ذلك الصمود المتبادل، صمودهم ضد الاحتلال، وصمودي ضد هشاشتي النفسيّة، نشوة حقيقيّة أشعلت وقودي وفكّت قيودي، وجعلتني أرى مسجدي هذا نصب عينيّ، حتى الموت.

 14 رمضان –

أجلس في غرفتي تحت إضاءة خافته برفقة قهوتي وشرفة مفتوحة تهب منها سكينة مسجدنا القريب، كم أنتمي لساعات الهدوء، للخلوة بالشعور والأشياء، وللأنس بحديث السماء.

13 رمضان –

لم نزل نجتمع في بيت جدتي رحمها الله، بعد وفاتها ووفاة خالتي الحبيبة، لم نزل نصدر الضجيج بالأحاديث والجلَبَة بفناجين القهوة والشاي في كل يوم خميس، ولم نزل نؤمن بإمكانيّة العيش الذي يمتد من الأجداد للأحفاد، فيكبرون ونكبر معهم وتكبر معنا جميعًا فكرة التسليم للحيّ الذي لا يموت.

الخميس، 14 أبريل 2022

 12 رمضان –

ومضة قلبيّة، التمعت بداخلي فجأة، أحسست معها بامتنان الحاضر ويقين المستقبل، كانت كلحظة تأكيد، هذا الشعور لا يُخطئ، خاصّة حين يأتي في لحظة صفاء ودون تأثير مباشر، فقد كنت أجلس في عزلة تحت سماء ليلة الثالث عشر الغائمة، والهدوء يعم المكان.

 11 رمضان –

أقرأ حاليًّا في كتاب القضاء والقدر للدكتور عمر سليمان الأشقر، وهو أحد كتب مكتبة والدي النيّرة حفظه الله، قشعريرة المعاني التي في الكتاب عظيمة، والأعظم من ذلك، صياغة المعاني سردًا وشعرًا، مما يجعل وقوعها في القلب أكثر تأثيرًا، استوقفتني وأشجتني أبيات الإمام الشافعي رحمه الله في تعريف القدَر قائلًا:


فما شئت كان وإن لم أشأ *** وما شئت إن لم تشأ لم يكن

خلقت العباد على ما علمت *** ففي العلم يجري الفتى والمسن

على ذا مننت، وهذا خذلت *** وهذا أعنت وذا لم تعن

فمنهم شقي ومنهم سعيد *** ومنهم قبيح ومنهم حسن


 10 رمضان –

ذهبت إلى مسجد حيّنا الجديد لأوّل مرّة، أحببت لطافة الجارات وترحيبهن وسكينة المكان وبساطته، أفضل دائمًا مساجد الحيّ، وإن كان سمتها تواضع التلاوة أو تواضع المكان، يكفيني شعوري بالانتماء وقرب المسجد من المنزل والذهاب له سيرًا على الأقدام، فذلك أهدأ لنمط حياتي ونفسي من نمط العشوائية أو التنويع المستمر بين المساجد واستغراق الأوقات في طيّ مسافات بالسيارة لأجل ذلك.

الاثنين، 11 أبريل 2022

 9 رمضان –

ربّ وتعلم أن أحب مشهد لديّ، رؤية والدايَ طيّبان، فطيّب حياتهما، واجعل لهما من كل هم فرج، ومن كل ضيق مخرج، ومن كل وهَن قوّة، ومن كل ضيق سَعَة، ومن كل خوف طمأنينة، ومن كل انتظار قرار عين، فإنّك تعلم كم أحبّهما، وأحب أن أراهما بخير حال، يا ذا الجلال والكمال.

8 رمضان –

ممتنة للمذياع، ولأي وسيلة تبث إلينا اللحظة المباشرة، فعند الفجر، أدير مذياعي لأستمع لصلاة الفجر في المسجد الحرام، صوت الشيخ بن حميد الرخيم يغمرني بالسكينة، ويزيد توقي لأدق التفاصيل المرتبطة بزيارتي لمكة. أشتاق كثيرًا لمكة وللمسجد الحرام، وبالأخص لزاويتي المحبّبة التي تحتضن قلبي دائمًا.

السبت، 9 أبريل 2022

 7 رمضان –

القهوة التركية لمحمد أفندي غدت رفيقتي في كل ليلة، أحب التلذذ بها مع قطعة صغيرة من البقلاوة، أو شوكولاته بالبسكويت أو المكسرات، ذلك الفنجان التركي صغير الحجم كفيل بمنحي استرخاء ذهني مرضي.

6 رمضان –

إلى أين يريد منتجو المسلسلات التلفزيونيّة الوصول في رمضان كل سنة؟ تساءلت ذلك بعد مشهد صادفته لمسلسل يُحسب على الخليج العربي ولم أتابعه على الإطلاق، ذلك المشهد كان إهانة صريحة للمُشاهد بكل ما تعنيه الكلمات من تقزز وانحطاط. استفزّني ذلك المشهد، والتزام الجمهور بالصمت عدا نقد طفيف في مواقع التواصل، فضلًا عن الاستمرار في المتابعة، هل هو تبلّد من فرط الإهانات السنويّة؟


الخميس، 7 أبريل 2022

 5 رمضان –

اليوم أنهيت كتاب دروس الحب، من أعظم الكتب التي قرأتها، والذي يتحدث عن العلاقة الزوجية ومفهوم الحب فيها بمخاطره وروعته، وحين وضعت الكتاب جانبًا، فتحت المصحف للتلاوة، فصادفت تلاوتي لورد اليوم سورة النساء، ذهلت من تلك الصدفة والمزامنة، فالآيات تتحدث عن العلاقة الزوجية ببلاغة واختصار عظيم لتشير لكثير من المبادئ المفصلة فلسفيًّا في الكتاب، فترابط المعنى بداخلي لكن بشعور مختلف، يؤكد لي هذا الشعور دائمًا بأن الإسلام دين شامل وعظيم، ونظل نجهل تلك الشموليّة فيه بقدر ابتعادنا عنه.

 4 رمضان -

اليوم استمعت لفضفضات وشكوى لأكثر من شخص، كلها تدور حول هموم دنيويّة، لكن ما أحزنني هو أن كل تلك الشكاوي تحاول فهم السبب المنطقي لتلك الهموم أو البلايا، أو تسقطها على ترصّد البشر وحسدهم. أتساءل، لمَ علينا أن نفترض أن أصل الحياة كمالها وصفاؤها، وأي همّ فيها فهو أمر مُستغرَب بل غير مقبول عقليًّا ونفسيًّا إلا ببيّنة تقنعنا، وإلّا سوف نسخّر تلك الطاقة العقليّة والنفسيّة لظنون واعتقادات سيّئة في العالمين ورب العالمين. أعلم يقينًا بأن العافية أحب إلينا، وبأن الضر وارد من البشر، لكنني أؤمن بنفس المقدار، بخير القدر وشرّه، والذي يحل بمشيئة إلهيّة خفيّة، لا تنتظر منّا إدراك أسبابها، بل التعامل معها وفق تعاليم مسبّبها. فالدنيا جُبِلت على الحياة والموت، والعسر واليسر، وكل تلك النقائض التي تمر على كل الخلائق بكافة مذاهبهم ومسالكهم، هي هكذا، لا تتعجبوا من أقذارها، بل تفكروا في أقدارها، تفكّرًا يفضي بكم إلى التسليم وحسن الظن، فهنا تكمن الراحة العقليّة.

 3 رمضان -

أثناء صلاة التراويح، تلى الإمام آية من سورة البقرة: {الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُم بِالْفَحْشَاءِ ۖ وَاللَّهُ يَعِدُكُم مَّغْفِرَةً مِّنْهُ وَفَضْلًا ۗ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ} (268). هذه الآية لطالما توقظ فيّ تنبيهًا جليلًا لخاتمة السبل الهشّة. أي سبيل نسلكه من سبل الشيطان سوف يؤول بنا إلى الفقر، وإن كان أساس سعينا فيه ابتغاء الغنى. أتأمّل في تلك الظنون الداخليّة التي تعدنا بالغنى في تلك السبل ولكن في حقيقتها تعدنا بالفقر، تعدنا بأن بعد علاقة منكرة إشباع وإمتاع، وبعد تعدٍّ على حقوق الآخرين جاه ومنصب، وبعد كل خداع واحتيال مهرب ومكسب، كل تلك السبل تؤول إلى العيلة والفقر، إن لم يكن فقرًا مثبتًا في ظاهره، فهو فقر حقيقي في باطنه، يدركه الفرد بالذلة والهوان، وقد يأتي هذا الإدراك بعد فوات الأوان. وعلى النقيض، تلك السبل المتوافقة مع نور الله، تعدنا بمحو الزلّة أثناء السير فيها، وابتغاء مساعيها، فضلًا عن فتوحاتها المفاجئة التي تغدق علينا الغنى من أفقر السبل، فهي متّسمة بالغنى وإن كان سماها القلّة أو المشقّة، لأنها ذات مبدأ نيّر في الغاية والوسيلة، ذات فضل شاسع، والله واسع.

الاثنين، 4 أبريل 2022

 2 رمضان - 

 

اليوم ومع مع كل رمضان، لحظت تقلص الوقت وتسارع الحياة، وزيادة المسؤوليّات، فأتذكر بالضبط معنى حديث الرسول صلى الله عليه وسلم اغتنم خمسًا قبل خمس: فراغك قبل شغلك. فأثناء جلوسي اليوم في وقتي المخصص للعبادة، كان بالي منشغلًا في مسؤوليّات جديدة في حياتي، لم تكن موجودة في رمضان الماضي، وهنا أتذكر فضيلة الفراغ، ليس الفراغ الوقتي فقط، بل الفراغ الذهني كذلك.

 1 رمضان - 


اكتشفت أنني لا أنسجم مع الزمان، إلا بعد انسجام المكان، قمت بتغيير ترتيب أثاث حجرتي وتنظيفها وتعطيرها، فكانت النتيجه مساحة أكثر اتساع وشعور أكثر اتساع كذلك، أحب ذلك الارتباط بين المواسم ومشاعرها والمحيط الخارجي والذي يحفزني دائمًا للتغيير في التفاصيل الجميلة.

رمضان - شهري المفضل


الحمدلله على البلاغ، أتفكر في حجم نعمة البلاغ لشهر رمضان، فهي بحد ذاتها أمر يستحق الشكر، فضلًا عن نعمة التوفيق لاغتنامه. بعد مرور يومين من رمضان كلمح البصر، قررت العزم على فكرة التدوين اليومي، فهي تساعدني كثيرًا على توطيد علاقه وذكرى حميمية مع أجمل المواسم التي أعيشها ولا أود أن تنقضي بسرعة، التدوين يخلّد الأيام ويجعلها أكثر بطئًا في انصرامها كونه يعين على تأمل الأحداث وترسيخها في الذهن والقلب. لذا، سوف تكون هذه الصفحة بإذن الله محطتي اليومية مع تفاصيل شهري المفضل =)


الأحد، 12 ديسمبر 2021


الفقد ليس سهلًا


إلى خالتي الراحلة، وإلى جدتي التي سبقتها في رحيلها، أنتما تمارسان الرحيل المخلّد، ونحن نمارس الخلود الراحل، أنتما تقيمان بعيدًا عنّي لكنكما لم تزالا في ذاكرتي وقلبي. ربما يبدو هذا الكلام مكرر جدًّا في فضفضات الفقد، وقصائد الأطلال، ورثاءات الأدب. لذا، سأتكلّم من ذاكرتي أنا، وقلبي أنا. منذ رحيلكما، والدنيا من حولي تستعين بعكّاز لكي تستمر، لم تعد تلقائيّة، لم تعد مطمئنة وقويّة لكي أثق بها، وكأن رحيلكما كان خذلانًا. كنت أعتقد أن تماسكي في بداية فترة رحيلكما كان شيئًا مُطمئنًا، بأن الفقد يمكن احتماله، لكنني لم أعي أن الرحيل غير الفقد، فرحيلكما كان حدَثًا، وفقدكما كان حديثًا، حديث الأيّام والليالي، والذي يطول ويتمدد ويتفاقم كلما طالت المدّة. أنا اليوم أعيش هذا الفقد، أجرّب حرارة لا تنطفئ في صدري، ووجع يقض مضجعي، أذكر مرة، استيقظتُ يا خالتي من النوم، كنت أمر في فترة انتقاليّة ترغمني على الاستيقاظ مبكرًّا لإنجاز بعض الأعمال. وبطبيعة الفترات الانتقاليّة التي تضرب على أوتار منطقة الراحة، ضربت على وتر نومي وروتين راحتي، فكان هذا الأمر سبب لتعكّر مزاجي وانتفاضة كل الأفكار السلبية والمؤلمة للاستيقاظ معي، أوّل فكرة استيقظتُ عليها هي موتك يا خالة، قمت من النوم بفزع ناضج للتو، خالتي ماتت! وكأن الحدث قد نزل من السماء للتو، بكامل الألم والصدمة. هنا علمتُ أن الفقد لم ينتهي، ولن ينتهي، يا الله، الأمر يبدو طويلًا، هل سيرافقني هذا الفقد طيلة حياتي؟ تيقنت أن الفقد ليس سهلًا، نعم الفقد ليس سهلًا، الحنين ليس سهلًا، الشوق ليس سهلًا. تؤرّقني فكرة أنني أعاني من شيء لا يمكنني التأمّل في حدوثه، وهو عودتكما، دخولكما لدهليز البيت، اتكائكما بجانب بعضيكما لتترأسان اجتماعنا، قهوتنا، أحاديثنا، نشعر بأن الدنيا كاملة، لا ينقصها شيء، نحن مكتملون، الفتية هادئون، الأحفاد مطمئنّون، يأوون إليكما لتحميانهم من توبيخ أمهاتهم، ونعتزل نحن الفتيات في آخر الليلة الحجرة الداخليّة لأحاديثنا التافهة بعيدًا عنكم، بكل أمان، بأن الجميع في المجلس يقضون الليلة بتفاصيلهم الناضجة، ونقضيها نحن بهمومنا التي تسعى للنضج. الحجرة اليوم غدت فارغة، إلا من الصغار الذين يلهون فيها ويرددون أسمائكم للبحث عنكم. وبت أنا والفتيات نتحلّق مجلسنا مع الكبار الذين يفتقدونكم، وأعيننا عليهم، نختلق الأحاديث لإسعادهم، لملئ المكان عليهم، أصبحت أشعر بمسؤوليّة الجبر لغيري وأنا أعاني كسري، أصبحت أشعر بأن لهوي لم يعد له مساحة ممكنة، ولا يمكنني أن أهرول بخفّتي وأرمي كل شيء خلف ظهري، فالدنيا لم تعد تهرول معي، أنسى دائمًا أنها تتكئ على عكّازها، وأن عليّ مداراتها، الدنيا اختلفت كثيرًا بعدكما، وقلبي وذاكرتي يردّدان لي دائمًا هذه الفترة: لقد اعتقدتي أن الفقد سهلًا، لكنّه ليس سهلًا، الفقد.. ليس سهلًا.


الأحد، 18 يوليو 2021

الاثنين، 9 نوفمبر 2020

 وحدي

أبكي الآن وحدي، في زاوية من هذا العالم، تخصني وحدي، أبكي دمعات خفيّة بقدر ما هي مدوّية، أبكيها وحدي، فقدسيّة البكاء تكمن في البكاء وحيدًا..بعيدًا.. عن كل شيء. أبكي من صميم القلب، من قعر الروح، من جوفي، جوف طير هزيل، يرتعش حتى يتعافا جناحاه.

 

أكتب الآن وحدي، أكتب الآن لأنني أنصت إلى لوحة المفاتيح فأعرف أنني أحمل في دواخلي كلمات لا أٌقوى على نطقها، لكي تُنطق بالكتابة، وأكتب الآن عن أشياء لا أعرفها، لكي تُعرَف بالكتابة، وأكتب الآن عن مشاعر لا أريد أن أحبسها، فتُطلَق بالكتابة. هي الأضداد، نؤمن بأن وجود أحدها لا يتم إلا بالآخر، لذا برغم أحبتي، أكتب الآن وحدي، وأكتب ضدّي.

 

أبتسم الآن وحدي، لأنني أعلم بأنني لست وحدي، أحب هذه الفكرة كثيرًا، أحب أنني أعيش معه في سرّي وفي علني، في ضعفي، وفي قوّتي، وأحب أنني أجد معه مكانًا خاص جدًّا وإن كنت وسط زحام هائل، وأصوات كثيرة، و ملهيات أكثر، أحب فكرة أنني أنظر إلى وجوده بوضوح، وينظر إليّ بوضوح، أحب أن أبتسم وحدي ابتسامة تذكّرني بوجوده .. فآنس.



الجمعة، 28 أغسطس 2020


وأعوذ بــك


وأعوذ بك من أن تهشّمني الحياة، الحياة التي أحبها، والتي ألقيتَ بي فيها وقلت لي بأنها حلوة خضرة، ووعدتني بعنايتك ومعيّتك. أعوذ بك من أن تنفرط منّي أجنحة قلبي وتراتيله وأغنياته. وأن أصير بلا مصير، أو أن أفقدك. أعوذ بك من أن أتفقّدك فأفقدك، فأنتَ الحياة، كل الحياة، وما جدوى أن أحيا دون أن أراكَ لكي أراني. ها أنت تراني، فاجعل حصنك أقرب شهيد، وأبعد أيادي الحياة الباغية بتهشيم أعمق نقطة بي، فأنت الأقرب، وأنت الأوحد الذي يملك حبل الوريد. أوردني أمانك، وحصّني بحصنك المجيد، فإنّي أحب الحياة التي تمنحني الحياة.

الجمعة، 26 يونيو 2020


ورقة

ورقةٌ أنا، تخطُّ الأيّام على متنها أعجوبة القدرِ، وتبقي أحرفها بلا نقاطٌ بيّنة، ترغم قارئها على ابتكار لغةٍ لا ينطقها اللسان، لكن القلب يفهمها ويدركها.

الأحد، 24 مايو 2020


30 رمضان

الحمد لله على التمام، أحببت تجربة اقتناص اللحظات والمشاعر وتدوينها بشكل يومي خلال هذا الشهر الجميل، وأسأل الله أن لا يجعله آخر عهدنا به، آمين.

السبت، 23 مايو 2020


29 رمضان

اكتمال الشهر كاكتمال البدر، نور على نور، يهدي الله لنوره من يشاء.

الجمعة، 22 مايو 2020


28 رمضان

أشعر بشيء من الحزن الممزوج بالحب أمام هذا الختام، فرمضان يلملم حنانه، وأمانه، متهيئًا للرحيل، على أمل اللقيا بطمأنينة تحبها نفسي وسأشتاقها طيلة العام.


27 رمضان

{وَيَبْقَىٰ وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ}، هذه الآية من سورة الرحمن تخبرنا بأن كل الخلق سيفنى ويبقى وجه الله تعالى. وهذا المعنى أوحى إلي بمعنى آخر مشابه له، ففي فترة ترقب أحوال العالم المصاب هرع الناس لكل شيء كي يشعرون بالأمان، ثم بدأوا بالتراخي، ليهرعون أخيرًا إلى الله. فقد بقي الله وحده فقط ملجأ الرجاء، وباعث الأمل في نفوسنا، ولربما كانت هي الحكمة من هذا الحدث، وإن لم يفنى كل شيء حسيًّا من حولنا، لكنه قد تفنى أولويّته في صدورنا، ويبقى وجه الله.

الأربعاء، 20 مايو 2020


26 رمضان

بعد السلام من الصلاة، أبصرت دموع أمي تمتزج بحمرة وجنتيها، وبراءة وجهها الدافئ، لا أدري لماذا تحاشيت رؤيتها تبكي حتى ولو كان بسبب التضرع أو الخشوع، أحبها باسمة، وباسمة فقط.


25 رمضان

ثمة قوة كامنة في داخلنا، لا تظهر إلا في أحلك الأوقات وأكثرها ضعفًا، حين تستنجد بنفسك، فتنجدك.

الاثنين، 18 مايو 2020


24 رمضان

أدركت أن علاقتي بالأشياء أعمق من كونها مجرد جمادات، أحزنني اليوم منظر نبتة مكتبي وهي تذبل شيئًا فشيئًا، وفي كل يوم ألاحظ اصفرار وانحناء أحد أغصانها، مما يسبب لي شعور بالفقد المتمدد، بعكس لو كان ذبول أغصانها كلها في وقت واحد.

الأشياء التي قضت معنا وقتًا طويلاً تحتاج وقتًا طويلاً كذلك لكي ترحل.

الأحد، 17 مايو 2020


23 رمضان

الصعاب تغدو أكثر سلاسة، والنعم أكثر بركة ووفرة، والحب أكثر اتزان، والحياة بكامل مراحلها أكثر سداد، إن رأينا الله في تفاصيل كل مرحلة بلطفه وبحسن الظن به واللجوء إليه ومخافته والعدل له. فوجود الله نصب وجهتنا في كل سبيل نور وبركة وسلام، فهو النور والسلام ومنه السلام.

السبت، 16 مايو 2020


 22 رمضان

بالرغم من انقطاع الزيارات الاجتماعية إلا أن عادة تبادل الأطباق بين جيراننا وأقربائنا لم تزل خالدة لكن مع مزيد من الحرص وتطبيق الاحترازات الصحية. شعور لطيف انتابني اليوم بسبب إرسال طبق البسبوسة من شخص عزيز عليّ. حلاوة المذاق جلبت معها الحنين إلى ذكرى لحظات تناول هذا الطبق مع الأحباب في لمّة نهاية الأسبوع.

الجمعة، 15 مايو 2020


21 رمضان

استوقفتني اليوم هذه الآية، كلماتها، معناها، ووقعها على النفس البشرية دائمة التقصير تجاه خالقها دائم الإحسان إليها: {وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ ۖ وَلَا تَنسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا ۖ وَأَحْسِن كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ ۖ وَلَا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الْأَرْضِ ۖ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ}.

الخميس، 14 مايو 2020


20 رمضان

تأمّل السماء والمكوث تحتها لفترة طويلة يكسبني مددًا معنويًا في روحي، يشعرني بأن الجاذبية تنعكس، فشيء من دواخلي المادّية يغادر للأعلى، ليحلّ محلّه خفة روحية وانسيابيّة لطيفة.

الأربعاء، 13 مايو 2020


19 رمضان

ها أنا أقف على عتبة العشر، وجنة الحبور، فخذ بيدي نحو أنوارها، وأكتب لي أجمل أقدارها، وافتح لي بابًا طال قرعه، يا الله.

الثلاثاء، 12 مايو 2020


18 رمضان

قرأت اليوم عن منزلة الإنسان وتفضيله على كثير من الخلق، وأنه مزيج لا ينفصل من الطين وروح الله. وكيف له أن يكون أسوأ من الحيوان إذا اشتد لصوقه في الطين وطغى سلطان جسده عليه، وكيف له أن يكون أفضل من الملَك إذا اشتد علوّه وطغى سلطان روحه عليه، وذلك لأن الله ميّز الإنسان بالوعي والإرادة والقدرة على الاختيار. فالحيوان لا وعي لديه ولا إرادة فيما يفعل، والملَك ليس باستطاعته أن يعصي الله، فهو مجبول على الطاعة فقط. أما الإنسان فقد أُعطي الوعي لأنه قد أُلهِمَ النجدين وهما تزكية النفس وتدسيتها.

الاثنين، 11 مايو 2020


17 رمضان

بكيت بفعل قراءة كلمات أحدهم عن الطبيعة، حين وصفها بأنها لا تعرف ما نمر به من مصارعة هذا الوباء، وتستمر في تفتح أزهارها وانطلاقة طيورها وانتعاش سمائها. حينها شعرت بأن الطبيعة هي من يمد يد العون لنا في هذه الفترة، نعم، لقد انتصرت الطبيعة ببساطتها على الإنسان بتعقيداته.

الأحد، 10 مايو 2020


16 رمضان

اليوم أحسست بنعمة الأصدقاء الذين لا يتبدّلون. فقد شعرت باشتياقي لصديقة من المرحلة الثانوية، تلك المرحلة التي جمعتني بصديقات ثابتات المعزة والقدر، يظلون هكذا، للزمن، للاشتياق، للاطمئنان بين فترة وفترة، وإن لم نشاركهم مراحلنا بدقّة وتواصل دائم. وهذا ما حدث، اتصلت بها وجرى الحديث لساعة دون أن نشعر، بكل انسيابية ومرح وعفوية، وكأنني قد رأيتها ليلة أمس! العجيب أنني لم ألحظني إلّا لاحقًا حين كنت أناديها طوال الاتصال بــ: ميمي بدل مريم. ذلك الاسم المدلل الخاص بتلك المرحلة المنصرمة... ودون أن أنتبه.

السبت، 9 مايو 2020


15 رمضان

يا رب، أوجد في هذه الروح نبعك حين تجفّ، واخلق بها جنّتك الحسناء حين تذبل، وابعث فيها أنسك الدافئ حين تستوحش. فمن للروح مغيثًا ومؤنسًا غيرك..

الجمعة، 8 مايو 2020


14 رمضان

الليلة كان البدر حاضرًا وسط سماء صافية، والنسيم مندفع ببرودة لطيفة، قضيت ليلتي خارجًا حتى الفجر. حينها صادفت قرص القمر مقابلًا لقرص الشمس في منظر جميل جدًّا، لكنه سرعان ما بهت قرص البدر واختفى، وبرزت الشمس واشتعلت. ربما هي رسالة، بأنه ليس هناك وجهتان كبيرتان للإنسان في آن واحد، الوجهة المشتتة حتمًا سترغم أحد مساعينا على الانطفاء.

الخميس، 7 مايو 2020


13 رمضان

هذا التاريخ مرتبط عندي بسورة يوسف، كونها في الجزء الثاني عشر والثالث عشر من القرآن الكريم. أحب هذه السورة وتلفتني علاقة الله تعالى بيوسف عليه السلام. تولّي الله له، صمود يوسف لأنه يرى لطف الله في كل صغيرة، نهاية التحديات بثناء يوسف على ربه، ثم يذكر الله في ختام الحكاية (آية 102) كيف كان مع يوسف منذ لحظة المكيدة الأولى. أي تكامل وعمق في مثل هذه العلاقة!

الأربعاء، 6 مايو 2020


12 رمضان

دائمًا ما كنت أتساءل لماذا لم يوجِد الله فينا رغباتنا الدنيوية وشهواتنا بمستوى معتدل، لماذا تكون غالبًا بمستوى أعلى يؤدي إلى الغفلة أو الانجراف. وجدت الجواب في كتاب دراسات قرآنية لمحمد قطب رحمه الله. إن الدوافع لرغباتنا وشهواتنا وُجِدت ليتم مقاومتها وضبطها بالعبادات لكي تخلق في الإنسان الصمود الذي يدفعه بقوة في نهاية المطاف نحو تسخير طاقاته لأجل عمارة الأرض، لا لأجل تلك الرغبات البشريّة البحتة.


11 رمضان

أرى أن الإنسان يُشفى بالدعاء ثم بالفضفضة العميقة بأدق التفاصيل عن ما يشعر به سواء أكان كتابيًّا أو فضفضة مع قريب، ثم يعيد الخلوة مع ذاته ليمارس التأمّل فيما كان يضايقه ويتخذ قرار إيجابي حياله. وذلك لأنه لا سبيل لاتخاذ قرار صائب إلا بعد التفريغ، أي بعد أن يتم التخلص من الشوائب العاطفية وبعد أن تُخمد ضجّة الذهن المزدحم، لكي يُسمع صوت القلب الصائب، والذي سيملي عليك بالقرار السليم، لأنه لن يضيعك أو يرضى بهلاكك بسبب حزن أو مشكلة عابرة.

الاثنين، 4 مايو 2020

10 رمضان


اليوم علمت بأنه قد تم حذف وبشكل كامل منصة محتوى إذاعي عملت فيه، ومحو جهد استغرق مني أكثر من سنة بعميق البذل والشغف. لم أكن حزينة بقدر العتب، فذلك المحتوى يعز عليّ ما بذلتُ فيه أنا شخصيًّا وإن لم يعز على غيري. هنا استشعرت اسم الله العدل، فهو وحده من يعدل في حفظ بذلنا ونوايانا ومساعينا التي لن تضيع عنده.

الأحد، 3 مايو 2020

9 رمضان

ونحن على مائدة السحور، أخذ أبي يحدثنا عن مبدأ عميق، يقول بأنه مبدأ قد لا يكترث به الكثيرون، ظنا منهم بأنهم لا يمتلكون قيمة في هذا العالم. وهو ألا تمت وفي جعبتك مخزون نافع لم تشاركه الآخرين، كعلم أو تجربة أو فن، واختتم حديثه بشخص آمن بهذا المبدأ فقام بتأليف كتاب حوله بعنوان: Die Empty، بمعنى (مت فارغًا) وقد استنفذت كل ما بوسعك مشاركته مع الآخرين. لقد ألهمني حديثه، نعم، لنتشارك كل ما بجعبتنا، وإن كان بسيطًا، فلكلٍّ منا لمسته وكلمته وتجربته التي قد تُحدث فارقًا فيمن حوله.


السبت، 2 مايو 2020

8 رمضان

الشعور بالطمأنينة العميقة أثمن ما يوهب للمرء بين جنبيه، فهو شعور يفجر ينابيع الحياة في داخلك مهما كانت الظروف قاسية في الخارج. أقرب وصف لذلك الشعور هو وصف الشيخ ابن تيمية رحمه الله حين زج به في السجن فقال: "ما يَصنَعُ بي أعدائي؟ إنَّ جَنَّتي وبُستاني في صَدري، أين رُحت: فَجَنَّتي مَعي ولا تُفارِقُني، إنَّ حَبسي خلوةٌ، وإخراجي مِن بلدي سياحةٌ، وقتلي شهادة".


الجمعة، 1 مايو 2020

7 رمضان

خلال حديثي مع صديقتي عن تحديد مساراتنا الحياتيّة، قالت بأن هذه الفترة ستتخذها فرصة لتحديد وجهتها نحو الوصول للشغف، فقلت لها، وجهة الشغف لا تتحقق بالوصول إليها فحسب، بل بالاستقرار الصادق فيها، لنبحث عن الوجهة التي نود حقا وبكل الحب أن نجدنا مستقرين فيها.


الخميس، 30 أبريل 2020

6 رمضان

في النفس أثقال لا تحطّها إلا في خلوتها مع الله، في ساعة متأخرة من السحر، يغادرنا فيها الجميع، لنظهر حقيقة ضعفنا، لكي نعود أقوياء في الغد،  فانكسارات الليل، ثبات النهار.


الأربعاء، 29 أبريل 2020

5 رمضان

الذكريات ليست دائمًا مصدرًا للألم، بل مصدر للفرح والأنس، خاصة في فترة العزلة التي قد تفتقر إلى تجديد الروتين والأحداث. اليوم ضحكنا من القلب على ذكرياتنا المحرجة في صورنا القديمة، كان الضحك نابعًا من العمق ليتجلى بالصراخ والدموع وضرب بعضنا.. أحسست بأنني ممتنة للذكريات والعائلة أكثر من ذي قبل.


الثلاثاء، 28 أبريل 2020

4 رمضان

شعرت بتأنيب ضمير تجاه جسدي، فالأيام الفائتة عدت إلى التهاون في تناول السكر والطعام المقليّ. أحسست بأن الجسد فعلًا نظير الروح، خاصة في رمضان، كيف لنا أن نقبل على رعاية الروح، بينما نهمل الجسد؟


الاثنين، 27 أبريل 2020

3 رمضان

بعد مواقف متكررة اليوم، وجدت أن التعاطي مع الآخرين بمرونة وعاطفة صادقة يدخل السرور إلينا قبل أن يدخله إليهم، وأرى في دواخلهم انعكاس ذلك بالأنس والابتسامة، قد يكون هذا التصرّف من أحب الأعمال إلى الله، ليس فقط لأنه يدخل السرور إلى القلب، بل لما فيه من جبر للخواطر علّه يشفع لنا بأن يجبرنا الله.


الأحد، 26 أبريل 2020

2 رمضان

اليوم عزمت على الالتزام بعبادة، فتفكّرت لوهلة في منبع العبادات، فنحن نشرع في التخطيط وتحسين عاداتنا وبعض عباداتنا في رمضان، لينتابنا شعور داخلي بأن ذلك نابع من العزم الذاتي، بينما ارتأيته اليوم محض توفيق وإلهام إلهي. فكيف لفكرة حسنة أن تلج إلى ذهننا وتدفعنا لنمارس تلك الطاعة لو أن الله لم يهدنا إليها، ويرسل إلينا وحيًا يدفعنا نحوها.


السبت، 25 أبريل 2020

1 رمضان

في نهاية صلاة التراويح اختتم أخي الصلاة بنا بدعاء القنوت، ثم اختصّ الأموات بالدعاء، فانهمرت دموعنا لذكرى جدتي، كم نفتقدها في رمضاننا الأول بدونها. رحمك الله يا أدفأ روح.

موسم العزلة – رمضان

في كل رمضان يغمرني ما يشبه الحاسّة السادسة، تجاه الروحانيّات والمعاني الحياتيّة وتفاصيل صغيرة جدًّا قد لا يكترث بها كثيرون. ولأنني أعيش رمضان بهذه الطريقة الفلسفيّة والشاعريّة، فقد أحسست بأنها ستكون متفرّدة أكثر في هذه السنة، مع موسم العزلة والحجر المنزلي، لذا أحببت أن أقيّد تلك المشاعر أو الوقفات أو المواقف البسيطة جداً هنا (بعيدًا عن الصخب) في كل يوم، علّها تخلّد تفاصيل هذا الموسم في ذاكرة المواسم القادمة.


الأربعاء، 1 أبريل 2020

لاشيء هنا،

لاشيء هنا،
‏سوى صفير الروح،
‏وارتطام الصدى في المدى،
وكلماتٌ تُبكى،
‏لا شيء هنا.. عدا أنا،
‏فقد أصبحتُ شيئًا، بعد أن كنتُ أشياءَ..تُحكى.

الاثنين، 2 ديسمبر 2019


  الخفقة الأولى


يخفق القلب، يرفرف، يشدو، يستقر، يأخذ نَفَساً عميقاً، يبتسم، ثم يأوي إلى عقله.

السبت، 6 يوليو 2019


  تمتمات ومعجزات


وأعلم أن بعضهم لا يتيقن من صلاتي لك، وبأنها أقوى من كل تلك الأسلحة، وبأنها الدعائم الأولى لكل تلك المواجهات الصعبة والمعضلات الفجائية، تلك الصلاة سلاحي، وتلك التمتمات رجائي، لا أعلم كيف ستدبر الأمر وكيف سيتجعلني بخير أو كيف سيتجعل الذين أحبهم بخير، حين ينفد كل ما بيدي من حيل، فألجأ إليك بصادق الأمل، متوكّلة لا متواكلة، مؤمنة بك من كل وجداني لا متمنّيةً عليك الأماني، لكنني أعلم بأنني متيقنة من أنك سوف تدبر الأمر بطريقة تجعلني أنبهر، ككل مرة تدهشني بها، وتجعلني أشكرك عليها، ككل مرة ترعى فيها حاجتي، وتخمد فيها مخاوفي، وتجعلني أنام مطمئنة ، راضية بالأمس، قانعة باليوم، وشغوفة بالغد، تلك الصلاة التي أطلبك فيها أن تدبر كل شيء بأي طريقة، هي سبب ثباتي، ورضاي، وقناعتي، وشغفي باستكمال العيش في هذه الدنيا.



السبت، 22 يونيو 2019


  اعتراف


لست بحاجة شيء بقدر حاجتي إليك، أن أستند على قوتك، أن أشرب من نورك، أن أبكي حتى ينتهي الحزن، حتى يجف الدمع، وحتى أنسى أنني جئتك باكية من فرط الضحك، لست بحاجة شيء سوى أن أمتلئ بعطائك، أو ألا أحتاجك البتة، فإنني أخشى الوقوف في المنتصف، بين الدمعة وذرفها، بين الضحكة وحبسها، بين الكلمة وكبتها، بين بوح الشعور وتصنع البلادة، أخشى ارتداء الأقنعة التي تخنق صدق داخلي، فأكون كسمكة تشرع لها المحيطات لكنها تمتهن المكوث في السطح وتكتفي بارتشاف الزبد.



الأحد، 28 أبريل 2019


  هذا القلب للعابرين


هذا القلب للعابرين، لمن يتحدثون إليه حتى يتشافون ثم يرحلون بعيداً. هذا القلب كالنسيم البارد الذي ينفث الأمل اللطيف في ألمهم المشتعل ليحيله إلى السكينة، بعد أن كانوا يعيشون جحيماً لا يطاق، أو يقبعون في النفاق، ثم يتركونه ليلملم أشلاءهم القديمة. هذا القلب لكلماتهم، لثرثراتهم، لأسرارهم، لأتراحهم، أو حتى لأفراحهم، لكن لم يكن يوماً لهم. لربما كان هذا القلب يوماً وسيلة لرغباتهم أو مُسبّباً، لكنه لم يكن غاية أو سبباً. يعتريه العزم المتردد بأن يقفل جدرانه على ذاته إلى الأبد، والادعاء بأنّه يمارس طبيعته الإنسانية، وهو في حقيقة الأمر، يرتدي ثوباً لا يليق ببساطته، ومحبته لهم، وللإنصات إليهم، دون ملل، لا لشيء، سوى أنه يجد في ذواتهم ذاته، لكنه يكتشف مؤخراً وبالرغم من ظنونه التي يكذبها، أنهم لا يرون ذلك القلب سبيلاً يجدر بهم إكماله، هم فقط يمتهنون العبور من خلاله.



الثلاثاء، 6 نوفمبر 2018


لا تكلني


ياربي، هذه الأرض الواسعة و طرقها المتشعبة تخلق في قلبي مئة حيرة، تلك الأيادي الممتدة المتجهة نحوي تخلق في قلبي ألف حيرة، أهي الأيادي المنقذة أم هي الأيادي الملوّحة بالحذر الكبير. وحدك من يعلم يا إلهي حبي للحياة.. و عذوبة المياه المتدفقة في الروح، وحدك من يعلم المقدار البسيط بين شفرة الهلاك وعنق النجاة، وحدك من يقدر على إنقاذي من الخطوة الأولى و يحميني من الاضطرار للاستنجاد في اللحظة الأخيرة. يا ربي و بيني وبينك السماوات و لكنك أقرب إليّ من حبل الوريد، تعرف ما أريد، فلا تكلني و زدني هدى، و أنت أهلُ للمزيد. ياربي، هشاشة الروح لا يقويّها سواك، و لا يمدها بفواتح النور أحد، إلّاك، حتى أولئك الملوّحين بأنوار السلام، غشيهم الغمام، فلم أعد أثق بنورهم حين لم يخترق ذلك النور السحب منذ زمن.. حتى بعد انقضاء الشتاء. ياربي، أمنيتي أن لا تكلني، فأنت لي كل شيء، و أمان من كل شيء، و قوة نحو كل شيء، ومعيني على كل شيء، و ميسّرني لكل شيء، ترضاه.





يا ملاذي


اللهم يا وليّ نعمتي، ويا ملاذي عند حاجتي، اجعل ما أخاف و أحذر برداً و سلاماً عليّ كما جعلت النار برداً و سلاماً على إبراهيم.



الثلاثاء، 18 سبتمبر 2018




هل من قبو يقطن وسط السماء؟ هل من برج عالٍ يكمن تحت الأرض؟ هل من مكان مختلف.. لا يدل طريقه أحد.. و لا يمكن لأحد أن يفهم كيف يكون.. كيف يتم الدخول إليه و الخروج منه.. هل من مكان لا يمكن لأحد أن يطرق بابه..حتى ينتهي ساكنه من لذة خلوته.. هل من مكان لا يمكن لساكنه أن يسمع من بالخارج.. و لا يمكن لساكنه معرفة الوقت.. و صوت دقات الساعة.. هل من مكان يطبق فيه الشخص على نفسه حتى يستعيدها.. يمارس فيه طقوسها الخاصة جداً و أحاديثها الكثيرة جداً و صلواتها الكبيرة؟



الثلاثاء، 11 يوليو 2017




خلف الشباك تكمن عصفورة, من الداخل.. ترسل صلواتها إلى السماء, يعبر أصحاب الحجرة فيظنونها تغرد لا أكثر!




تعود مجدّدًا لتكتب أحرفاً من الصعب أن تُقرأ, و كأنك تدسها, السؤال هنا لمَ تكتبها؟

الاثنين، 31 أغسطس 2015

  حين يُشغَلون



بين رفيقٍ مشغول و قلبٍ مسؤول .. يتكئ على سبعين عذرًا .. يكون الصمت .. و يكون الشعور بطول السبيل و ضمور التفاصيل ..