الخميس، 7 أبريل 2022

 3 رمضان -

أثناء صلاة التراويح، تلى الإمام آية من سورة البقرة: {الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُم بِالْفَحْشَاءِ ۖ وَاللَّهُ يَعِدُكُم مَّغْفِرَةً مِّنْهُ وَفَضْلًا ۗ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ} (268). هذه الآية لطالما توقظ فيّ تنبيهًا جليلًا لخاتمة السبل الهشّة. أي سبيل نسلكه من سبل الشيطان سوف يؤول بنا إلى الفقر، وإن كان أساس سعينا فيه ابتغاء الغنى. أتأمّل في تلك الظنون الداخليّة التي تعدنا بالغنى في تلك السبل ولكن في حقيقتها تعدنا بالفقر، تعدنا بأن بعد علاقة منكرة إشباع وإمتاع، وبعد تعدٍّ على حقوق الآخرين جاه ومنصب، وبعد كل خداع واحتيال مهرب ومكسب، كل تلك السبل تؤول إلى العيلة والفقر، إن لم يكن فقرًا مثبتًا في ظاهره، فهو فقر حقيقي في باطنه، يدركه الفرد بالذلة والهوان، وقد يأتي هذا الإدراك بعد فوات الأوان. وعلى النقيض، تلك السبل المتوافقة مع نور الله، تعدنا بمحو الزلّة أثناء السير فيها، وابتغاء مساعيها، فضلًا عن فتوحاتها المفاجئة التي تغدق علينا الغنى من أفقر السبل، فهي متّسمة بالغنى وإن كان سماها القلّة أو المشقّة، لأنها ذات مبدأ نيّر في الغاية والوسيلة، ذات فضل شاسع، والله واسع.