الخميس، 7 أبريل 2022

 4 رمضان -

اليوم استمعت لفضفضات وشكوى لأكثر من شخص، كلها تدور حول هموم دنيويّة، لكن ما أحزنني هو أن كل تلك الشكاوي تحاول فهم السبب المنطقي لتلك الهموم أو البلايا، أو تسقطها على ترصّد البشر وحسدهم. أتساءل، لمَ علينا أن نفترض أن أصل الحياة كمالها وصفاؤها، وأي همّ فيها فهو أمر مُستغرَب بل غير مقبول عقليًّا ونفسيًّا إلا ببيّنة تقنعنا، وإلّا سوف نسخّر تلك الطاقة العقليّة والنفسيّة لظنون واعتقادات سيّئة في العالمين ورب العالمين. أعلم يقينًا بأن العافية أحب إلينا، وبأن الضر وارد من البشر، لكنني أؤمن بنفس المقدار، بخير القدر وشرّه، والذي يحل بمشيئة إلهيّة خفيّة، لا تنتظر منّا إدراك أسبابها، بل التعامل معها وفق تعاليم مسبّبها. فالدنيا جُبِلت على الحياة والموت، والعسر واليسر، وكل تلك النقائض التي تمر على كل الخلائق بكافة مذاهبهم ومسالكهم، هي هكذا، لا تتعجبوا من أقذارها، بل تفكروا في أقدارها، تفكّرًا يفضي بكم إلى التسليم وحسن الظن، فهنا تكمن الراحة العقليّة.