للبكاء الذي يجتاحنا بغتة .. و للحزن الصامت حين ينبشه ألم الشوكة فينفجر .. و للطفل الضعيف الذي بداخلنا حين يثور على حين غفلة .. ربما تجعلوننا أفضل.

  و تعلم قلّة حيلتي

يا رب .. و تعلم مابصدري و قلبي .. و لا يخفى عليك ما أكتمه عن خلقك .. و لا يغيب عنك دمعي الذي أحبسه خلسة .. و لا يفوتك حديثي سرّاً .. يا رب .. و أخشى عليّ من نفسي حيال ضعفي .. و أخشى عليّ منّي حيال حزني .. يا رب .. كن لي عوناّ حين يبارزني اليأس .. كن لي شافياً حين يوجعني الألم .. كن لي مؤنساً حين يباغتني الهم .. يا رب .. كن لي مبصّراً حين توهمني الدنيا .. يا رب أرجوك .. تعلم ضعفي و قلة حيلتي و هواني على الناس .. يا أرحم الرحمين.

   و لن أخيب ما دمت أصلي لك

ربي و لن يخيب قلبي و هو يشرّع جنباته للسماء ليتلقى غيثك لأنك لا ترد قلباً يظن بك الجميل و يؤمن بقربك .. 

و بالأمس كانت ليلتي مختلفة  ، حين كان الجسد بين جدران حجرتي و كانت الروح بقربك، حين جئتك كي أبوح بحزني فنسيت الحزن فرحاً بما وهبتني من قرب، حين أحسست بأنني ابتعدت عن كل الشيء و كنت أشد ما أكون بقرب بابك قد الصقت وجنتيّ و بكيت فاطمأننت طمأنينة أغنتني عن كل شيء، فلك يا الله شكري كله فكلما انتابني حزن قد قدّرته لي ، جعلت فيه أسباب الفرح.

  أشتاق الهدوء , و أشتاقني

أشعر بانتمائي للهدوء و انتمائه إلي .. أشتاقه سريعاً و ألحظ خلو موضعه بمجرد حضور الزحام حولي و لو لوقت وجيز .. و الآن مجدداً أشتاق الهدوء , و لانتمائنا المتبادل .. إني  أشتاقني كذلك..

حين أبيت مبتسمة بعد ضَحكٍ كثير بسببك .. بعد أن كنتُ نقيضَ ذلك , أشكر الله عليك.

  أسبح معها , للبعيد

 و منكَ وحدك

و منك  وحدك أرجو الخير .. و أسأل الخير .. و أستسقي الخير .. فبيدك الخير .. و أنت أكرم الأكرمين

و أيقنت بأنّك المنجي .. و الجبار لكسر قلبي .. و ليس دونك أحد ,,

و آمنت بأنّك المحيي .. و المنشئ لفرحي .. و ليس دونك أحد ,,

و أسلمتُ لك .. و خاصمتُ بك .. و ليس دونك أحد ,,

لا رغبة لي في الحديث , أرغب ببكاء أجهل سببه الكبير, و أوقن تفاصيله الضائعة بين سرعة الزمن , و كثرة الكلام , و خطفة النظرات , و تكدس الصمت .. لا رغبة لي في الحديث, فإني أجهل ما سأقول ,و سأتذكر ما أود نسيانه, لا رغبة لي في الحديث.. حين لا أجد للحديث معبراً يتسع.. لكي تأخذ الأحرف مقاعدها .. و تلتقط أنفاسها .. لا رغبة لي في الحديث, فإني لا أجدني حين أجد أحرفي.. فسأقول ما لا يعنيني و أعنيه, لا رغبة لي في الحديث, و كفى بالرغبة مبرّراً.

  دعاء بماء العينين

اللهم إن في تدبيرك ما يغني عن الحِيَل

وفي كرمك ما هو فوق الأمل

و في حلمك ما يسد الخلل

و في عفوك ما يمحو الزلل

فاللهم تولنا بولايتك , و أكرمنا بكرمك , و عاملنا بحلمك ,و اعفو عنا بعفوك ..

  أغثني

إنني أغرق.. ألتقم الموج و يلتقمني .. إنني  أستغيث.. و ما من أحدٍ يسمعني ..  و الهواء من فوقي فمن يدفعني .. سواك .. ها هي كفي ممتدة و صوتي المبعثر في الماء لا يخفى عليك... ها هو قلبي يرتعش يبغي سبيلاً إليك.. و ها هو ملح أدمعي قد امتزج بماء البحر المالح.. لكن وحدك من يعلم شديد نحيبي و حاجتي... ربي أغثني,

    كن هنا

أخشى عليك يا قلبي فلا تتفلت من بين أضلعي فتلك الدروب مجهولة أخشى عليك أن تضحك لي و تقول أنا بخير و أنت تبكي في كل ليلة خِفْية.. أخشى عليك كثيراً فكن هنا كن هادئاً قريباً صابراً لغيث السماء و لا تغتر بحقول الأرض فسرعان ما تفنى... كن هنا أرجوك فإن بُعدكَ دائي... و قربُك شفائي,

  اشتقت

اشتقت إليك يا ربي.. اشتقت لسكينة تطرد عني كل شيء.. اشتقت لأن أجلس بعيدة عن كل أحد و قريبة منك وحدك لا شريك لك..اشتقت لنسيان الأسماء و الأماكن و الصوارف المتكدسة في داخلي .. لأذكرك وحدك... اشتقت لصلاة طويلة لا تقطعها لحظة من الزمن.. و لا تنتهي حتى أختمها بدعائي المستغيث بأن تتقبلها... اشتقت يا ربي ..

  بداخلي أعجوبة!

 الإيمان يصنع منا أعجوبة لم نكن نحن بالتحديد نعرف عنها في نفوسنا.. يحيلنا أقوياء..في عمق الضعف و الوهن..يحيلنا مبتسمين وسط كومة من ألم..و يحيلنا قادرين من أصل العدم..حينها نؤمن أن الإيمان يجعلنا مختلفين تماماً عنّا .. و عن حدودنا الواهية و أعذارنا الهزيلة و حججنا المتأرجحة..