18
رمضان
قرأت
اليوم عن منزلة الإنسان وتفضيله على كثير من الخلق، وأنه مزيج لا ينفصل من الطين
وروح الله. وكيف له أن يكون أسوأ من الحيوان إذا اشتد لصوقه في الطين وطغى سلطان
جسده عليه، وكيف له أن يكون أفضل من الملَك إذا اشتد علوّه وطغى سلطان روحه عليه،
وذلك لأن الله ميّز الإنسان بالوعي والإرادة والقدرة على الاختيار. فالحيوان لا
وعي لديه ولا إرادة فيما يفعل، والملَك ليس باستطاعته أن يعصي الله، فهو مجبول على
الطاعة فقط. أما الإنسان فقد أُعطي الوعي لأنه قد أُلهِمَ النجدين وهما تزكية
النفس وتدسيتها.