الأحد، 28 أبريل 2019


  هذا القلب للعابرين


هذا القلب للعابرين، لمن يتحدثون إليه حتى يتشافون ثم يرحلون بعيداً. هذا القلب كالنسيم البارد الذي ينفث الأمل اللطيف في ألمهم المشتعل ليحيله إلى السكينة، بعد أن كانوا يعيشون جحيماً لا يطاق، أو يقبعون في النفاق، ثم يتركونه ليلملم أشلاءهم القديمة. هذا القلب لكلماتهم، لثرثراتهم، لأسرارهم، لأتراحهم، أو حتى لأفراحهم، لكن لم يكن يوماً لهم. لربما كان هذا القلب يوماً وسيلة لرغباتهم أو مُسبّباً، لكنه لم يكن غاية أو سبباً. يعتريه العزم المتردد بأن يقفل جدرانه على ذاته إلى الأبد، والادعاء بأنّه يمارس طبيعته الإنسانية، وهو في حقيقة الأمر، يرتدي ثوباً لا يليق ببساطته، ومحبته لهم، وللإنصات إليهم، دون ملل، لا لشيء، سوى أنه يجد في ذواتهم ذاته، لكنه يكتشف مؤخراً وبالرغم من ظنونه التي يكذبها، أنهم لا يرون ذلك القلب سبيلاً يجدر بهم إكماله، هم فقط يمتهنون العبور من خلاله.