الثلاثاء، 6 نوفمبر 2018


لا تكلني


ياربي، هذه الأرض الواسعة و طرقها المتشعبة تخلق في قلبي مئة حيرة، تلك الأيادي الممتدة المتجهة نحوي تخلق في قلبي ألف حيرة، أهي الأيادي المنقذة أم هي الأيادي الملوّحة بالحذر الكبير. وحدك من يعلم يا إلهي حبي للحياة.. و عذوبة المياه المتدفقة في الروح، وحدك من يعلم المقدار البسيط بين شفرة الهلاك وعنق النجاة، وحدك من يقدر على إنقاذي من الخطوة الأولى و يحميني من الاضطرار للاستنجاد في اللحظة الأخيرة. يا ربي و بيني وبينك السماوات و لكنك أقرب إليّ من حبل الوريد، تعرف ما أريد، فلا تكلني و زدني هدى، و أنت أهلُ للمزيد. ياربي، هشاشة الروح لا يقويّها سواك، و لا يمدها بفواتح النور أحد، إلّاك، حتى أولئك الملوّحين بأنوار السلام، غشيهم الغمام، فلم أعد أثق بنورهم حين لم يخترق ذلك النور السحب منذ زمن.. حتى بعد انقضاء الشتاء. ياربي، أمنيتي أن لا تكلني، فأنت لي كل شيء، و أمان من كل شيء، و قوة نحو كل شيء، ومعيني على كل شيء، و ميسّرني لكل شيء، ترضاه.