وحدك
من يسمع صوت قلبي، استغاثتي ولهفتي، ورغبتي في النجاة وصرختي، وحدك. أنا لا أملك
لنفسي شيئًا، لا أملك طوق نجاة، أنا فقط أملك مناجاة، أرفعها إليك وهي محملة
ومثقلة بالدمع الغزير النابع من قلبي، المنسكب من روحي، التي تضيق بها هذه الدنيا
فلا تتسع إلا بإذنك، ولا تحلو إلا بقربك، ولا تسكن إلا بذكرك، ولا تستقر إلا
برحمتك، ولا تلتئم إلا بجبرك، هذه الحياة لا شيء من دونك وأنا وحيدة من دون وصالك
وغنية بك وفقيرة إليك. في الدنيا أوجاع كثر، ومخاوف كثر، وآمال كثر، وأحباب كثر،
وأحداث كثر، ولا مناص من مواجهتي لكل ذلك، فأعني.....
أي
ربّي، لقد خلقتني وخلقت مصيري ومسيري، فهبني النور، وتفضل عليّ بالبصيرة، وأمطرني
برحمات غزيرة تطهر قلبي وروحي من كل ما التصق به وعاث به وأرهقه وشوهه، أعدني
لفطرتي وتوحيدي،أعدني لبراءتي ووداعتي، واجعلني في هذه الدنيا سالمة، وألقاك
سالمة...
أي
ربّي، أعلم بأنك حكيم رحيم، وبأن الأوجاع كل الأوجاع لا تهون عليك، ولكنّك تربينا بها
وتقربنا منك عبرها وتهبنا شرف العبوديّة من خلالها، أعلم ذلك علم اليقين، ولكنني
بشر من ماء وطين وروحي هي من تحيا بينهما، وهي نفخة منك، فسلّم هذه الروح ليسلم
البدن، وسلّم هذا القلب فيجد المستكن.....
وكن
لي في هذه الحياة الرفيق لي والرفيق بي فأنت نعم المولى ونعم النصير..
آمين،
20 رمضان 1446 هـ 3:30 ص